MA Arabic Assignment - Maulana Azad Urdu University

الجزء الاول 
2
 قد أحْزِمُ لَوْ أعْزمُ 
أي إن عَزَمْتُ الرأي فأمضيتُه فأنا حازم، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيَّعْتُ العزم لم ينفعنى حَزْمِى كما قَال سَعْدُ بن ناشب المازنى:
إذا هَمَّ ألْقَى بَيْنَ عَينيَهِ عَزْمَهُ ... وَنَكَّبَ عَنْ ذكرِ العَوَاقِبِ جَانِبا

- رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً.
ويروى "تَهُبُّ رَيْثاً" قاله أبو زيد، ورَيْثاً: نصبٌ على الحال في هذه الرواية، أي تهبُّ رائثةً، فأقيم المصدر مقام الحال، وفي الرواية الأولى نصب على المفعول به.
وأول من قال ذلك - فيما يحكي المفضل - مالكُ بن عوف بن أبي عمرو بن عوف بن مُحَلِّم الشَّيْباني، وكان سنان بن مالك بن أبي عمرو ابن عوف بن ملحم شَامَ غَيْماً، فأراد أن يرحل بامرأته خماعة بنت عوف بن أبي عمرو، فقال له مالك: أين تظعن يا أخي؟ قال: أطلب موقع هذه السحابة، قال: لا تفعل فإنه ربما خَيَّلَتْ وليس فيها قَطْر، وأنا أخاف عليك بعضَ مقانب العرب، قال: لكني لست أخاف ذلك، فمضى، وَعَرَضَ له مروان القرظ بن زِنْبَاع بن حُذَيفة العَبْسي فأعجله عنها وانطلق بها وجعلها بين بناته وأخواته ولم يكشف لها سِتْراً، فقال مالك ابن عوف لسنان: ما فعلَتْ أختي؟ قال: نفتني عنها الرماح، فقال مالك: رُبَّ عجلة تهبُ رَيْثاً، ورب فَرُوقَة يُدْعَى لَيْثاً، ورب غَيْثٍ لم يكن غَيْثاً، فأرسلها مثلا.
يضرب للرجل يشتدُّ حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب كلها.

- عَشِّ وَلا تَغْتَرَّ
أصل المثل فيما يُقَال أن رجلا أراد أن يُفَوِّزَ بإبله ليلا، واتّكَل على عشب يجده هناك، فقيل له: عّشِّ ولا تَغْتَر بما لست منه على يقين، ويروى أن رجلاً أتى ابن عمر وابن عباس وابن الزبير رحمهم الله تعالى، فَقَال: كما لا ينفع مع الشرك عمل كذلك لا يضر مع الإيمان ذنب، فكلهم قَال: عّشِّ ولا تّغْتَر، يقولون: لا تُفَرِّطْ في أعمال الخير وخُذْ في ذلك بأوثقَ الأمور، فإن كان الشأن على ما ترجو من الرُّخصَة والسَّعة هناك كان ما كسبت زيادةً في الخير، وإن كان على ما تخاف كنت قد احْتَطْتَ لنفسك

3

 أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون).
لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة.

ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.

مقامات
(وهي أبرز ما خلفه بديع الزمان) طبقت شهرتها الآفاق، وقد كانت وما زالت منارة يهتدي بها من يريد التأليف في هذا الفن، فيمتع الناس بالقصص الطريفة والفكاهة البارعة، ويزود طلاب العلم بما يلزمهم من الدرر الثمينة في ميدان سحر الأسلوب، وغرابة اللفظ وسمو المعنى.
المقامات

يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعاً ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده وأشهرهم أبو محمد القاسم الحريري وناصيف اليازجي.

والمقامات مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري وعرف بخداعه ومغامراته وفصاحته وقدرته على قرض الشعر وحسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه شخصية فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من الأعماق. ويروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير العجب وتبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام.

و لهذا المؤلف فضل كبير في ذيوع صيت ' بديع الزمان الهمذاني لما احتواه من معلومات جمة تفيد جميع القراء من مختلف المشارب والمآرب إذ وضعه لغاية تعليمه فكثرت فيه أساليب البيان وبديع الألفاظ والعروض، وأراد التقرب به من الأمير خلف بن أحمد فضمنه مديحاً يتجلى خاصة فيالمقامة الحمدانية والمقامة الخمرية فنوع ولون مستعملاً الأسلوب السهل، واللفظ الرقيق، والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة.

و تنطوي المقامات على ضروب من الثقافة إذ نجد بد

 الزمان'‘ يسرد علينا أخباراً عن الشعراء في مقامته الغيلانية'‘ و'‘ مقامته البشرية ويزودنا بمعلومات ذات صلة بتاريخ الأدب والنقد الأدبي في مقامته الجاحظية و القريضية والإبليسية، كما يقدم فيالمقامة الرستانية وهو السني المذهب، حجاجاً في المذاهب الدينية فيسفه عقائد المعتزلة ويرد عليها بشدة وقسوة، ويستشهد أثناء تنقلاته هذه بين ربوع الثقافة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وقد عمد إلى اقتباس من الشعر القديم والأمثال القديمة والمبتكرة فكانت مقاماته مجلس أدب وأنس ومتعة وقد كان يلقيها في نهاية جلساته كأنها ملحة من ملح الوداع المعروفة عند أبي حيان التوحيدي في "الامتناع والمؤانسة"، فراعى فيها بساطة الموضوع، وأناقة الأسلوب، وزودها بكل ما يجعل منها:

وسيلة للتمرن على الإنشاء والوقوف على مذاهب النثر والنظم.
رصيد لثروة معجمية هائلة
مستودعاً للحكم والتجارب عن طريق الفكاهة
وثيقة تاريخية تصور جزءاً من حياة عصره وإجلال رجال زمانه.
كما أن مقامات الهمذاني تعتبر نوا ة المسرحية العربية الفكاهية، وقد خلد فيها أوصافاً للطباع الإنسانية فكان بحق واصفاً بارعاً لا تفوته كبيرة ولا صغيرة، وأن المقامات هذه لتحفة أدبية رائعة بأسلوبها ومضمونها وملحها الطريفة التي تبعث على الابتسام والمرح، وتدعو إلى الصدق والشهامة ومكارم الأخلاق التي أراد بديع الزمان إظهار قيمتها بوصف ما يناقضها، وقد وفق في ذلك أيما توفيق
وفاته
لكن المنية لم تمهله، في مدينة هرات، ففارق الدنيا سنة (395هـ/1007م) وهو في سن الأربعين. ويقال في سبب وفاته إنه أصيب بغيبوبة فظن أهله أنه قد مات، وعجلوا بدفنه، فأفاق في قبره وسُمع صوته في الليل فنُبش عنه فوجد ميتًا وقد قبض على لحيته بيده.

ذكراه
عُرف بديع الزمان بكثرة إبداعاته وابتداعاته ـ ومن هنا جاء لقبه ـ في النثر العربي عامة وفي الترسلي منه خاصة. وبالرغم من أنه قد خلّف ديوان رسائله الذي يشتمل على أكثر من 230 رسالة، أغلبها في الإخوانيات، وديوان شعره، إلا أن شهرته ارتبطت كثيرًا بابتداعه للفن القصصي العربي المشهور فن المقامات. انظر:المقامات. فقد كتب اثنتين وخمسين مقامة، أصبحت نموذجًا يحتذيه عدد كبير من الكتاب الذين جاءوا بعده.

وينتمي في ترسله إلى مدرسة السجع والبديع التي أرسى قواعدها ابن العميد، ويُعد من أواخر الكتاب الذين استطاعوا ـ إلى حد كبير ـ أن يوظفوا السجع والبديع توظيفًا فنيًا في كتاباتهم قبل أن يتحول السجع والبديع إلى قيود تكبل النثر العربي وتقيده .

الجزء الثاني
ميزات أسلوب الجاحظ:‏
كان عصر الجاحظ عصر ازدهار واستقرار، ومزيجاً هائلاً من جميع الألوان، فتباينت البيئة العامة والبيئة الفكرية، وقد كان لهما أثرهما الواضح في أثار الجاحظ وأعماله الغزيرة[35] وأسلوبه الأنيقة والآن نذكر بزعة ميزات أسلوب الجاحظ الخاصة البارزة وهي كمايلي:

أوّلاً: هناك مَنْ يعتقد بأن للجاحظ أسلوبين: أسلوباً مرسلاً ليس فيه شيء من التوازن والترادف، كما هي حال أسلوبه في “الحيوان” و”البيان والتبيين”. وأسلوباً مترسّلاً أدبياً، فيه شيء من التوازن والترادف والازدواج، كما هي حال أسلوبه في “البخلاء” و”رسالة التربيع والتدوير” التي سخر فيها من أحمد بن عبد الوهاب، و”رسالة الشكر” التي مدح بها وزير المتوكل، و”رسالة وصف قريش” و”رسالة وصف الكتّاب”… والظن بأن المرونة- وهي أكثر سمات أسلوب الجاحظ بروزاً- أوحت بهذا التباين بين الأسلوبين، لأنها لوّنت أسلوب الجاحظ، فبدا أدبياً حيناً، وعلمياً أحياناً. فإذا سخر من أحمد بن عبد الوهاب بدا أسلوبه وصفياً قادراً على تقديم صورة تضم نواحي ضعف أحمد وتناقضه وجهله وحمقه وسوء أخلاقه. وإذا تحدّث عن الحيوان بدا أسلوبه مرسلاً قادراً على تقديم النظريات العلمية كالتأقلم والتطور، والمعارف العلمية الخاصة بالطب وأمراض الحيوان. وهذه المرونة في الانتقال من موضوع إلى آخر لا تخرج عن القدرة على التصرف باللغة العربية، وهي قدرة تنم على رصيده اللغوي، أي أنها مرونة لغوية اتسم بها أسلوبه، بحيث بدا متكثّراً وهو واحد ‏.‏

ثانياً: اقترنت المرونة بسمة أخرى، هي الملاءمة بين الألفاظ والمعاني، أو بين المقال والمقام. فالجاحظ هو القائل في كتاب (الحيوان):”لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، ولكل نوع من المعاني نوع من الأسماء، فالسخيف للسخيف، والخفيف للخفيف، والجزل للجزل”. وقد قادته هذه السمة إلى نوع من الواقعية، فعدَّ الأدب صورة من الواقع، ولا بد له من أن يعبّر عن هذا الواقع وإن اضطر إلى استعمال بعض الألفاظ العامية والأعجمية، كما فعل الجاحظ في كتاب “البخلاء”. بل إن رأيه في رواية النوادر بالطريقة اللغوية التي قيلت فيها خضع لتفسيرات متناقضة، ذهب بعضها إلى أنه سمح باستعمال العامية، وذهب بعض آخر إلى أنه قصر هذا السماح على رواية النوادر وحدها لئلا يفسد الإمتاع الذي تُقدّمه النادرة. والظن بأن رأيه في رواية النوادرخاص وليس عاماً، كما أنه نابع من حرص أسلوبه على ملاءمة الألفاظ والكلمات للمعاني والملاءمة بين المقال والمقام.‏
ثالثاً: ليست هناك إمكانية للملاءمة بين اللفظ والمعنى إذا لم يتسم الأسلوب بالدقة. وقد كان الجاحظ حريصاً على الدقة في أسلوبه، بحيث ينتقي اللفظ الدال على المعنى، ويلتفت في أثناء الانتقاء إلى الجرس والإيقاع وقوة الدلالة، تبعاً لحرصه على الجزالة العربية التي تعني عذوبة الكلام في الفم ولذاذته في السمع. وهو في الغالب، ينتقي الألفاظ بمعانيها الحقيقية، دون أن يميل بها إلى المعاني المجازية . وليس هناك تعليل مقبول لمعيار انتقاء الألفاظ عنده غير رغبته في مخاطبة عقل القارئ. ولا يعني ذلك أنه لم يستعمل المعاني المجازية للألفاظ، بل يعني أنه ميال إلى مخاطبة عقل القارئ وفهمه وإدراكه وحواسه بما يقبله العقل وتصيغه الحواس دون جهد في التأويل والتفسير.‏

رابعاً: أعتقد أن تدقيق الجاحظ في الملاءمة بين الألفاظ والمعاني احتاج إلى أن يتسم أسلوبه بدقة الأداء إضافة إلى الدقة اللغوية. والمراد بدقة الأداء استعمال اللفظ في موضعه بحيث لا يصح استعمال غيره في الموضع نفسه، واستعمال المصطلحات ذات المفهومات المحددة في العلوم والآداب والفنون. وقد أسهمت دقة الأداء في مرونة أسلوبه، بحيث بدا فيلسوفاً في أثناء استعماله مصطلحات الفلاسفة، وعالماً في أثناء استعماله مصطلحات العلماء. بيد أن دقة الأداء لم تكن مقصورة في أسلوب الجاحظ على اللفظ وحده، لأنه لجأ إليها في صوغ تراكيبه أيضاً، بحيث تنسجم ألفاظها ولا تتنافر، ويبرز جرسها ومعناها دون أي خلل أو تقصير. وهذه الدقة في أداء التراكيب مسؤولة عن الوهم الذي أشرت إليه حين قلت أن هناك مَن يعتقد بأن للجاحظ أسلوبين: أسلوباً مرسلاً وأسلوباً مترسلاً. ذلك أنه استعمل في نثره المترسل الأدبي التوازن والترادف حفاظاً على جرس الجملة وانسجام الألفاظ وتقرير المعاني في أذهان القرّاء والدارسين وأسلوبه في هذ االحال ميال إلى التكرار اللفظي، سواء أكان الغرض من هذا التكرار توفير الجرس للتراكيب أم تأكيد المعنى في أذهان القراء.

خامساً: يخيَّل إليَّ أن دقة أداء التراكيب لوّنت أسلوب الجاحظ، بحيث جعلت جمله طويلة حيناً، وقصيرة أحياناً، دون أن يكون هناك معيار للطول والقصر فيها غير معيار الدقة في أداء الفكرة. فهو يعبّر عن الفكرة البسيطة بجملة قصيرة، وعن الفكرة الغامضة أو المجردة أو الدقيقة بجمل طويلة. وليس لهذه الجمل الطويلة نهاية غير اعتقاد الجاحظ بأنه وضّح المعنى المراد من الجملة توضيحاً لا لبس فيه. وهو في هذه الأحوال، حريص على تقسيم الجملة الطويلة إلى جمل قصيرة متوازنة أحياناً، منتهية غالباً بعذر يعلل الإطالة، كما فعل في خاتمة رسالة التربيع والتدوير.‏

سمات أخرى:‏

لا أشك في أن هناك سمات أخرى اشتهر بها أسلوب الجاحظ، كالإطناب والاستطراد وبروز الشخصية والقدرة على الإضحاك والإكثار من الاستشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والأمثال والابتعاد عن التكلف، ولم أر فائدة من تكرارها لاستفاضة شهرتها في الدراسات التي تحدثت عن الجاحظ، وخصوصاً الاستطراد الذي علله الجاحظ بدفع الملل والسآمة عن القارئ، ولجأ في سبيله إلى مزج الجد بالهزل، أو الخروج من النثر إلى الشعر. غير أنه من المفيد دائماً تحليل أسلوب أمير البيان، والتدقيق في علاقته بأسلوب القرآن والحديث النبوي، وتأثيره في أساليب الأدباء الذين أتوا بعده، وخصوصاً التوحيدي الذي لُقِّب بالجاحظ الثاني.‏
Paper 2
الجزء الاول

١. يجب كسر همزة (إنَّ) في كل موضع لا يصح أن تؤول فيه مع معموليها بمصدر، وذلك في الأحوال التالية
إذا وقعت في ابتداء الكلام﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾
إذا وقعت في صدر جملة جواب القسم﴿قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾
إذا وقعت في صدر جملة الصلةجاء الذي إِنَّهُ محبوب
إذا وقعت في صدر الجملة الحاليَّةأقْبلَ الطفلُ وإِنَّهُ يبكي
إذا وقعت بعد (ألَا) الاستفتاحية﴿أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
إذا وقعت بعد القول﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾
إذا وقعت بعد (كلَّا)﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾
إذا وقعت بعد (إذ)تعلمِ النحوَ إذ إنَّهُ سهل
إذا وقعت بعد (حيث)زرتُكَ حيثُ إِنَّكَ مريض
أن تقع في صدر جملة استئنافيةيَزعُمُ فلانٌ أني أسأتُ إليه، إنه لكاذبٌ
أن تقع في خبرها لام الإبتداء﴿واللهُ يَعلمُ إنكَ لرسولُه، واللهُ يشهدُ إنَّ المُنافقينَ لكاذبون﴾
وكـقولنا: علمتُ إنكَ لمجتهدٌ

أن تقع مع مابعدها خبرًا عن اسم عين﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ﴾

٢. الصفة المشبهة
هي صفةٌ مشتقّةٌ من الفعل اللّازم للدّلالة على معنى ثابت للموصوف بها، وذلك على نحو: حسن، كريم، أسود، وقد تأتي الصّفة المشبّهة من بعض الأفعال المتعدّية، وذلك على نحو: عليم، وقد سمّيت "الصفة المشبهة باسم الفاعل" بهذا الاسم وشُبّهت بالفاعل لأنّها تُثنّى وتُجمع وتؤنث وتُذكّر حالها كحال اسم الفاعل، وكذلك هي تدلّ على الحدث وصاحبه، فعندما يقال: كريم، فإنّ الصّفة المشبّهة تدلّ على حدث الكرم، وكذلك تشير إلى فاعله، وشُبّهت باسم الفاعل أيضًا لأنّها قد تنصبُ مفعولًا به

أوزان الصفة المشبهة
إنّ الأوزان المستخدمة في الصّفة المشبّهة هي اثنا عشر وزنًا، وهذه الأوزان كالآتي
وزنان مختصّان بباب "فَعِلَ"، وهما: "أفعل": الذي مؤنّثه "فعلاء" وهذا الوزن يستخدم فيما دلّ على لون "أحمر، حمراء" أو عيب "أعرج، عرجاء" أو حلية "أحور، حوراء". "فعلان": الذي مؤنثه "فعلى" ويكون هذا الوزن فيما يدلّ على خلو أو امتلاء، وذلك على نحو: عطشان، وعطشى. أربعة أوزان مختصّة بباب "فَعُلَ"، وهي: "فَعَلٌ": وذلك على نحو: حَسَن، وبَطَل. "فُعُلٌ": وذلك على نحو: جُنُب. "فُعَالٌ": وذلك على نحو: شُجاع. "فَعَالٌ": وذلك على نحو: جَبَان. ستة أوزان مشتركة بين البابين، وهي: "فَعْلٌ": وذلك على نحو: سَبْط، وضَخْم. "فِعْلٌ": وذلك على نحو: صِفْر، ومِلْح. "فُعْلٌ": وذلك على نحو: حُرٌّ، وصُلْب. "فَعِل": وذلك على نحو: فَرِح، ونَجِس. "فاعل": أو "مفعول" بشرط أن يدلّ على صفة ثابتة، وذلك على نحو: وطاهر النسب، ومحمود الخلق. "فَعيل": وذلك على نحو: بخيل، وكريم. تُصاغ الصفة المشبّهة من الفعل فوق الثّلاثي على وزن اسم فاعله أو اسم المفعول منه، وذلك إذا دلّ على الثبات أيضًا، وذلك على نحو: مُستقيم الطّريقة، ومُهذَّب الطبع

إعراب الصفة المشبهة
تُعرب الصفة المشبّهة باسم الفاعل بحسب موقعها من الإعراب، فكونها صفة لا يؤثر في إعرابها، ومثال ذلك: زيدٌ حسنُ الخلقِ[٤] زيدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. حسن: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره، أعربت الصّفة المشبّهة "حسن" بحسب موقعها من الإعراب وهو الخبر هنا. قابلْتُ رجلًا فَطِنًا كلمة "فطنًا" تُعرب هنا: صفة لكلمة "رجلًا" منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظّاهرة على آخرها.[٤] عمل الصفة المشبهة تعملُ الصّفة المشبّهة باسم الفاعل عمل اسم الفاعل المتعدّي إلى مفعول واحد لأنّها مشبّهةٌ به، والأفضل فيها أن تُضاف إلى فاعلها، وذلك على نحو: أنت حَسَنُ الخلقِ، جميل الوجهِ، فَطِن العقلِ، ولإعراب معمولها أربعة أوجه، وهي:[٥] أن يكون مرفوعًا على أنّه فاعلٌ للصفة المشبّهة وذلك على النحو الآتي: أحمد حسنٌ خلقُهُ، فكلمة "خلقه" تُعرب: فاعل للصفة المشبهة "حسن" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أن يكون منصوبًا على التشبيه بالمفعولية إذا كان معرفةً وذلك على النحو الآتي: زيدٌ حسنٌ خُلُقَهُ، فكلمة "خلقَه" تُعرب: شبه مفعول به للصفة المشبّهة "حسن" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. أن يكون منصوبًا على أنّه تمييز وذلك إذا كان المعمول نكرة على النحو الآتي: زيدٌ حسنٌ خُلُقًا، فكلمة "خُلُقًا" تُعرب هنا: تمييز نسبة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. أن يكون مجرورًا بالإضافة وذلك من إضافة الصفة المشبّهة إلى فاعلها، على النحو الآتي: زيدٌ حسنُ الخلقِ، فكلمة "الخلق" تُعرب: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. مجمل القول في إعراب معمول الصّفة المشبّهة باسم الفاعل أنّه إذا كان معمول الصفة المشبّهة اسمًا نكرةً يجوز فيه وجهٌ واحدٌ فقط وهو النصب على التمييز، أمّا إذا كان معرفةً فيجوز فيه النصب على شبه المفعولية أو الرفع على الفاعليّة أو الجر بالإضافة، ولزيادة الإيضاح هذه بعض الأمثلة المُعربة
جاء الرجلُ الكبيرُ الشأنِ الشأنِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. جاء الرجلُ الكبيرُ الشأنَ الشأنَ: شبه مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. جاء الرجل الكبيرُ الشأنُ الشأنُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره. جاء الرجلُ الكبيرُ شأنًا شأنًا: تمييز نسبة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

الجزء الثاني

١. الأفعال الناقصة (وقد سمّيت ناقصة لأنها لا تكتفي بمرفوعها، أي لا تتمّ الفائدة بها والمرفوع بعدها، بل تحتاج مع المرفوع إلى منصوب)[1] في اللغة العربية هي أفعال ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها (مثال: كان خالدٌ مريضًا). من الأفعال الناقصة أصبح، أضحى، ظل، أمسى، بات، ما برح، ما انفك، ما زال، ما فتئ، ما دام، صار وليس

تامَّة التَّصرُّف     ناقصة التصرف.   الجامدة
كان                    ما برح               ما دام
أصبح                ما انفك.              ليس
أضحى              ما زال                ما ظل
أمسى                ما فتئ
بات
ظلَّ
صار

أفعال تامة التصرف (كاملة التصرف)
المقصود بكلمة تامة التصرف هي الأفعال التي يأتي منها الماضي والمضارع والأمر، وهي:

كان: يكون - كن (اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي أو في الحال والاستقبال)
أصبح: يصبح - أصبِح (إفادة حدوث الخبر في وقت الصباح)
أضحى: يضحي - أضحِ (إفادة حدوث الخبر في وقت الضحى)
أمسى: يمسي - أمسِ (إفادة حدوث الخبر في وقت المساء)
بات: يبيت - بِت (إفادة حدوث الخبر في وقت الليل)
ظل: يظل - ظل (إفادة حدوث الخبر في وقت النهار)
صار: يصير - صر (للتحول)
وتفيد هذه الأفعال الحدث بوقت مخصوص كالصباح والمساء.

أفعال ناقصة التصرف
عدل
المقصود بالأفعال ناقصة التصرف هي الأفعال التي لا يأتي منها إلا المضارع والماضي، وهي:

ما برح: لا يبرح (للاستمرار)
ما انفك: لا ينفك (للاستمرار)
ما زال: لا يزال (للاستمرار)
مافتئ : لا يفتأ (للاستمرار)
أفعال جامدة
عدل
هي الأفعال التي لا يأتي منها إلا صيغة واحدة وهي صيغة الماضي، وهي:

ما دام (للظرفية بمعنى مدة دوام)
ليس (للنفي)
ما ظل ( لقلة الاستمرار)
مثال: مادام الطالب مجتهداً.

Paper 3

 الجزء الاول

١.قفز النثر في حقبة العباسيين قفزة نوعية، فقد كان وسيلة للتعبير عن موضوعات مختلفة، إنسانية وسياسية وغيرها، وربما كانت أسهل قليلًا على البعض من الشعر لهذا استمر بالنهوض والتطور حتى أصبح له كيان مستقل تمامًا، وأهم العوامل التي أدت إلى تطور النثر هي:[١] انفتاح البلاد الإسلامية على حضارات مختلفة وثقافات متعددة من كل أقطاب الدنيا، فاندمجوا معها وترجموا عنها الكثير من المخطوطات والكتب، مما أغنى الساحة النثرية العربية بشكل كبير. انصهار الثقافات المتعددة أدى إلى ضرورة وجود وسيلة أسهل للتخاطب، قادرة على استيعاب الجميع، فكان النثر هو الحل الأسهل. تنوع واختلاف أساليب الحياة عما كانت عليه عند العرب قديمًا نتيجة الانصهار مع الثقافات الأخرى، كنمط الحياة الذي فرضه وجود الجواري والميل إلى الغزل الماجن الذي استوعبه النثر لكونه لا يحتاج إلى وزن وقافية كالشعر. الاهتمام بالأدب النثري والكتابة الذي أبداه الخلفاء مما أدى إلى تنافس الكتاب في تلك الفترة لنيل إعجابهم. كانت القدرة على الكتابة والخطابة شرطًا أساسيًا للتعيين في مناصب حكومية رفيعة الشأن. الرفاهية التي انتشرت في أرجاء الدولة نتيجة الاستقرار السياسي والمعرفي والبذخ الذي شاع بين الشعب، والطبيعة المتميزة التي حظيت بها الدولة.

خصائص النثر في العصر العباسي يُشير العديد من الدارسين إلى أنّ النثر العباسي امتاز بالعديد من الخصائص والسمات الفنية، ويمكن تلخيص خصائص النثر في العصر العباسي بالنقاط التالية:
ملائمة الكلمات للجرس الصوتي ووقعها الموسيقي على الأذن. مراعاة الحال في الإطناب والإيجاز. جزالة الألفاظ واختيار الكلمات المناسبة. الاستغناء عن الألفاظ الجاهلية القديمة التي يصعب على أفراد الدولة من غير العرب الأصليين فهمها. ترتيب الأفكار ودقة المعاني. أنواع النثر في العصر العباسي تنوعت فنون النثر في العصر العباسي حسب موضوعها والحاجة التي استخدمت بها، ومن الأنواع النثرية التي اشتهرت وكان لها أثر واضح في العصر العباسي ما يأتي ذكره وتوضيحه: الخطابة استخدمت لغايات سياسية بالدرجة الأولى، فقد كان العباسيون بحاجة إلى إثبات أحقيتهم بالخلافة والحكم، وكانوا هم من يقوم بالخطابة دائمًا وعلى أيديهم ازدهرت وأصبح لها شكل واضح اشتهرت به في زمنهم. الكتابة ولدت واشتهرت على يد عبد الحميد الكاتب، الذي أرسى قواعدها وأصولها، وأصبحت كتاباته مثالًا يحتذى في عصره وبعده كذلك، وكان لكل والٍ كاتب خاص به وأنشأت الدواوين الخاصة بهذا الفن. التوقيعات وهي خاصة بالخلفاء والولاة، بأن يقوم الوالي أو الخليفة بكتابة جملة بليغة موجزة كتذييل لرسالة أتته طالبة الرأي أو الموافقة على شيء ما، وهي من أهم الفنون التي تناولها النثر واشتهرت بالعصر العباسي. المقامات وهي مهد القصة العربية وأساس نشأتها، فهي حكاية تقوم على أساس الحوار بين كاتب المقامة وبطلها وتتميز بالفصاحة والبلاغة وجزالة الألفاظ مع مراعاة سهولتها وبساطة فهمها.


٢. كان أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، الشاعر الشهير، في رحلة إلى خراسان. وبينما هو في طريق عودته إلى بغداد، دخل مدينة همذان فاستضافه أبو الوفا بن سلمة.

ولم يلبث الطقس أن ساء ونزلت الثلوج، فاضطر أبو تمام للبقاء حتى تتحسن أحوال المناخ. فأراد المضيف ابن سلمة، أن يخفِّف عنه، وبذا أمدَّه بكتب الأدب التي في خزانته. فاشتغل عليها أبو تمام، وقضى وقته في عمل مختارات من الشعر العربي، حتى انتهى من كتابين كبيرين: كتاب "الحماسة"، كتاب "الوحشيات". وظلت هذه المختارات زمناً طويلاً في حوزة آل سلمة، حتى خرجت هذه المختارات.

ديوان الحماسة

حمل العصر العباسي بذور التغيير والتجديد على المستويات كافة، ما أدى إلى تطور الأذواق. وكان من أثر ذلك التغير، ابتعاد القارئ العربي عن مطالعة المطولات الشعرية. واستعاض عنها بالمقطوعات القصيرة التي تتلاءم مع ذوقه، من حيث الشكل والمضمون. وهكذا صار الشعراء يهتمون بالمقطوعات القصيرة. وأخذ بعض كبار الأدباء والنقاد يجمعون من هذه القصائد ما يحلو لهم، ورتبوها حسب المعاني الشعرية لتشمل الأغراض المختلفة.

وأقدم هذه الاختيارات ما جمعه أبو تمام واشتهر عن المتأخرين، وعرف باسم "الحماسة"، تسمية له بأول أبوابه "ثلث الكتاب". وربما لاهتمام العرب بالقوة والشجاعة. وتليه أبواب أخرى، وهي: باب المراثي، باب الأدب، باب النسيب، باب الهِجاء، باب الأضيافِ والمديح، باب الصفات، باب السَّيْرِ والنُّعاس، باب الملح، باب مذمَّةِ النساء.

وأشاد نقاد ومتخصصون كثر بهذا الديوان وقيمته. وكان من بين أبرز تلك الشهادات والإشادات، قول أحد النقاد: أبو تمّام في حماسته أشعر منه في شعره.

منهج فريد

لم يرصد أبو تمام في "ديوان الحماسة"، أعلام ومشاهير الشعراء، كما تفعل الغالبية في عصره، بل تناول كل من كتب في موضوعه، ألا وهو الحماسة.

كما أنّه لم يفصل بين عصور الشّعراء، معتمداً في ذلك على أن يبحث عن المعنى لا عن العصر. كما يلاحظ أنّ عدداً كبيراً من شعراء الحماسة ينتسبون لقبيلة طيء التي ينتمي إليها الشّاعر بالولاء..(55 شاعراً من مجموع الشعراء -351 شاعراً - من قبيلته طىء).

ونتبين من الديوان، أن اختيارات أبي تمام فيه، تعبر عن الذوق الغني، إذ يقتطف مقاطع من القصائد التي تجمع إلى حُسن المعنى، جزالة اللفظ حيناً، وجمال التشبيه حيناً آخر.. بينما تميز ما كان يكتبه من شعر، بعمق الفكرة وقوة اللغة. وهو ما حيّر الباحث النقدي في تلك المفارقة بين اختياراته وأشعاره.. حتى قال أحد النقاد: أبو تمّام في حماسته أشعر منه في شعره!

نموذج

نلحظ في هذا الكتاب لأبي تمام، أنه ورغم استجادته لِما يخالف طريقة شعره، فهو ينتقي أحياناً من الأبيات، ما يتّفق مع ميله للتّكلّف والتصنّع والبديع والغوص في أعماق المعاني. وهذان البيتان يثبتان ذلك.. يقول شاعر مجهول:

وإنّا لتصبح أسيافنا

إذا ما اصطحبن بيوم سفوك

منابرهنّ بطون الأكفّ

وأغمادهنّ رؤوس الملوك

ففي هذين البيتين قصّة معركة.. وهكذا يقول الشّاعر: ها نحن سيوفنا عطشى تريد شرب الدّماء بدل الخمرة، تريد النجيع في يوم يسفك فيه الدّم، تريد تأديب القوم وتقف على منبر هو بطن الأكفّ، فتزجر فيه وتعظ ولن تعود إلى غمدها الحقيقي، بل ستكون رؤوس الملوك أغمادها.

وفي بيتين قصيرين، استعمل فيهما من أنواع المجاز والاستعارة الكثير، فهو تارة يشخّص السيوف إنساناً ظامئاً، وأخرى يجعل اليوم سفوكاً، لأنّ السّفك يحدث فيه (مجاز)، وفي أخرى يجعل السّيف خطيباً (استعارة). وهذا هو في غمده، ولكنّه ليس في الغمد المعدني المعروف، بل غمده هذه رؤوس الملوك (استعارة أيضاً).

وهذه ألفاظ البيت كأنّها فوارس انتصبت على أفراسها، وهو ما يصوّر حالة الشّاعر في الحرب.. ومن بين الذي يتّفق مع ميل أبي تمّام للتصنّع (حسب رأي بعض النقاد)، وكذا لاستعمال الحروف القوية والألفاظ الضخمة واللهجة الخطابية.

الجزء الثاني

١. كانت الترجمة إحدى البدايات الحقيقية لمعرفة المسلمين بعلوم الأوائل، ويقال إن حركة الترجمة والنقل من اليونانية والسريانية إلى العربية ظهرت بدايتها في عصر الدولة الأموية على يد خالد بن يزيد بن معاوية (ت 85هـ) الذي كان مهتماً بالكيمياء فاستخدم من يترجم له كتب ذلك العلم.
وكانت تلك البداية بطيئة، ولم تقو حركة الترجمة وتزدهر وتنطلق بقوة إلا في عهد الدولة العباسية، ذلك أن علوم الأوائل كانت مهجورة في عصر الأمويين، ولما ظهر آل عباس كان أول من اهتم منهم بالعلوم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور، وكان مطلعاً على علم الفلسفة، محباً لأهلها، ولما أفضت الخلافة إلى الخليفة السابع (عبد الله المأمون) تمم ما بدأه جده، فأقبل على طلب العلم من مواضعه، فكاتب ملوك الروم وسألهم ما لديهم من كتب فلسفية، فبعثوا إليه منها بما حضرهم من كتب أفلاطون وأرسطو وأبقراط وجالينوس وإقليدس وبطليموس، وغيرهم، وأحضر لهم مهرة المترجمين فترجموها له.

والحقيقة أن العرب شعروا بعد الفتح الإسلامي الكبير شرقاً وغرباً بحاجتهم الماسة إلى اقتباس العلوم والآداب، والتعرف إلى فكر وحضارات الأمم السابقة، ليستفيدوا من علومهم الطبيعية والفلكية والطبية والكيميائية والرياضيات وكل ما يمكن أن يستفاد منه في حياتهم اليومية، ولاسيما في معرفة مواقيت الصلاة وبداية الأشهر القمرية للصوم والحج، فاهتموا بنقل كتب الفلك والرياضيات، وكذلك اهتموا بنقل كتب الطب لعلاج أبدانهم، فكان طابع الترجمة والنقل يتجه اتجاهاً قوياً نحو ترجمة الكتب العلمية والطبية.

فضل كبير
وكان للعلماء والمترجمين العرب فضل كبير في حفظ التراث اليوناني من الضياع والنسيان والإهمال، لأن معظم النصوص اليونانية فقدت ولم يبق منها غير الترجمة العربية، ومن هذه الترجمة أخذت ترجمة عبرية، وعنها ترجمة لاتينية، ويعد هذا فضلاً عظيماً للعرب على التراث اليوناني بعد أن صانوه من الضياع.
وكان لتشجيع خلفاء الدولة العباسية لحركة الترجمة دور بارز في إنماء عملية الترجمة وتقدمها ونجاحها. وكان الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور أول من اهتم بالترجمة والعلوم من خلفاء بني العباس وطلب من بيزنطة ما عندها من مخطوطات وكتب يونانية.
كذلك كان المأمون يطلب من أمراء البلاد المفتوحة الكتب بدلاً من الغرامة المفروضة عليهم، فلما انتصر المأمون على الروم عام 215هـ، وكان يعلم أن اليونان حينما انتشرت النصرانية في بلادهم جمعوا كتب الفلسفة من المكتبات وألقوا بها في السراديب، طلب من ملك الروم أن يعطيه هذه الكتب بدلاً من الغرامة.

بيت الحكمة
وازدهر في عهد المأمون (بيت الحكمة) الذي أصبح لاحقاً أهم وأعظم معهد ثقافي نشأ بعد المتحف الإسكندري الذي أسس في القرن الثالث قبل الميلاد. وشجع الخلفاء المترجمين على نقل مختلف أنواع العلوم والمعارف التي كانت لدى الأمم التي سبقتهم، فاستفاد العرب منها أيما فائدة حتى نبغوا بل تفوقوا على غيرهم بعد أن أضافوا إلى تلك العلوم مبتكرات جديدة.
وكان (بيت الحكمة) حجر أساس لمدرسة بغداد التي ظل تأثيرها حتى النصف الثاني من القرن الخامس عشر، ويرجع الفضل إلى هذه المدرسة الزاهرة في الحفاظ على استمرار الحضارة، وإصلاح سلسلة المعارف الإنسانية التي حطمها بقسوة في القرن السادس الميلادي اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها.
ويقال إن الرشيد والد المأمون أنشأ (دار الحكمة) وبعث عماله إلى الإمبراطورية الرومانية، وعين عالماً مسيحيا مسؤولاً عن الترجمة وهو ماسويه والد يوحنا بن ماسويه. وكان يوحنا يجيد اليونانية وهو أستاذ حنين بن إسحاق أشهر المترجمين في العصر العباسي، وعين المأمون يوحنا بن ماسويه أميناً على الترجمة في بيت الحكمة، وكان المأمون معجباً بحنين بن إسحاق ومقدراً لعلمه وفضله فاختاره لتقليده رئاسة بيت الحكمة. وكان يعمل في (دار الحكمة) أيضاً بن نوبخت الذي كان يترجم من الفارسية إلى العربية.

الترجمة والعصر الذهبي
أدت الترجمة دوراً بارزاً في نمو وازدهار الفكر والعلم في العصر الذهبي، وعادة ما يقصد بالعصر الذهبي للحضارة والثقافة الإسلامية العصر العباسي الأول الذي استمر من منتصف القرن الثامن الميلادي وحتى القرن الثالث عشر الميلادي. وكان للترجمة دورها في التعرف إلى علوم شعوب وحضارات أخرى واقتباس كل ما يناسب الفكر العربي.
ومن أهم العلوم التي كان للترجمة دور كبير في تقدمها؛ الطب وعلومه. فقد بدأ عصر نضج الطب وعلومه بحركة الترجمة الواسعة التي قادها خلفاء وأمراء مستنيرون أنشأوا في مدن عديدة مراكز للعلم والمعرفة والترجمة.
ومن المعروف أن العرب عندما فتحوا بلاد الفرس والشام وجدوا بها خزائن العلم اليوناني والروماني والفارسي منتشرة فأمر الخلفاء بنقل بعضها إلى اللغة العربية، وبدأت حركة الترجمة الواسعة للعلم اليوناني من اليونانية إلى السريانية، ومن السريانية إلى العربية.
ويلاحظ أن معظم أطباء العصر الأموي والعباسي كانوا من النصارى الذين يجيدون السريانية، وثمة عدد منهم كانوا ممن درسوا في مدرسة جنديسابور أو في (الرها) و(نصيبين). وكانت شهرة مدينة جنديسابور في ميدان الطب عظيمة، وكان لمدرستها لتعليم الطب شهرة مدوية تحت إشراف النساطرة، ولهذا فإنه لما أصيب المنصور العباسي (159 هـ – 775م) بمرض ولم يفلح في علاجه أطباء بغداد؛ استقدم (عام 148 هـ – 775م) جورجيس بن بختيشوع (ت 771م) رئيس أطباء جنديسابور، الذي نجح في علاج المنصور، وأصبح طبيبه الخاص، وأصبح أحفاده أطباء الخلفاء العباسيين لنحو ثلاثة قرون.

أبقراط وجالينوس
تقول الدراسات إنه ما إن جاء عام 900م حتى كانت كتب أبقراط وجالينوس مترجمة كلها إلى العربية، وقد ترجم أهم ما تبقى من المجموعة البقراطية ككتاب البلدان والمياه والأهوية، والأمراض الحادة أو الوافدة، ومقدمة المعرفة، والأركان والأخلاط، وطبيعة الإنسان والأمكنة. والحق أن الكتب اليونانية الأصل شملت معظم فروع الطب والمعرفة آنذاك.
وقد اهتم العرب بترجمة مؤلفات جالينوس اهتماماً كبيراً، وكانت كتب جالينوس في الطب تُعَدّ من المصادر الرئيسية للرازي وابن سينا وابن النفيس. ويذكر الدكتور عمر فروخ بعض بواعث النقل في الإسلام لكتب الطب والعلوم والفلسفة إلى اللغة العربية ومنها احتكاك العرب بغيرهم من الأمم، وحاجتهم إلى علوم ليست عندهم مما كانوا يحتاجون إليه في الطب وفي معرفة الحساب والمواقيت لضبط أوقات الصلوات وتعيين بدء أشهر الصوم والحج وأول السنة. كما أن العلم من توابع الحضارة، وحينما تزدهر البلاد تتجه النفوس إلى الحياة الفكرية والتوسع في طلب العلم.

حنين بن إسحاق
يعد حنين بن إسحاق العبادي -ويكنى أبا زيد (194 هـ – 264 هـ) – واحداً من أشهر الرجالات في تاريخ الدولة الإسلامية باللغة اليونانية وطب جالينوس، وهو من نصارى الحيرة وكان نسطوري المذهب.
تتلمذ على يد الطبيب يوحنا بن ماسويه، ومن أهم الكتب التي قرأها عليه كتاب فرق الطب لجالينوس. وكان واحداً من أعظم المترجمين الذين انتسبوا إلى مدرسة جنديسابور وعلى يديه تخرج عدد من أشهر المترجمين.
ولعل من أهم خصائص الترجمة عنده أنه كان يراجع دائماً ترجماته السابقة ليقدم ترجمة أكثر دقة. وبالفعل فإن ترجماته كانت تتسم بالدقة لمعرفته بدقائق الموضوع الذي يقوم بترجمته، ولهذا اتسم أسلوبه بالاهتمام بالمعنى قبل اللفظ فقد كان حريصاً على تأدية المعنى بدقة، مدركا تماماً لمقتضيات النشر العلمي ووجوب الرجوع إلى أفضل المخطوطات، كما أن ترجمته بصفة عامة امتازت برصانة الأسلوب العربي.
ومن أبرز خصائص الترجمة عند حنين أنه كان يحترم النص الأصلي من حيث المضمون، وفي كثير من الأحيان كان يلتزم بالشكل أيضاً، ما يعني عمق النظرة وصحة الاستدلال. وإصابة الفكرة، فضلًا عن التعبير الأنيق والتنغيم العذب. وترجم العديد من الكتب الطبية، وأوضح معاني كتب أبقراط وجالينوس ولخصها وكشف ما استغلق منها.
ومن يعايش ترجمات حنين العلمية يجد أنه كان عاشقاً لهذه المهنة، مالكاً لناصية اللغتين اليونانية والعربية، دقيقاً في فهم المصطلحات العلمية والطبية، يملك قدرة عجيبة على تطويع اللفظ العربي للمعنى اليوناني والمصطلح العلمي.
وكان المترجمون في العادة يجيدون اللغة التي ينقلون عنها إجادتهم للغة التي ينقلون إليها مع إلمامهم التام بموضوعات ترجماتهم، وكان معظمهم يلتزمون الدقة ويتوخون الأمانة فيما ينقلون. فكانوا في العادة يحرصون على أن تكون تحت أيديهم نسخ الأصل الذي ينقلون عنه وترجماتها في غير العربية – السريانية – ليقابلوا بين النسخ.
وكانوا يقسمون الجمل إلى بنود وفصول وفقرات حتى يتيسر نقل معانيها إلى العربية في وضوح لا يحتمل اللبس كما كان يفعل ابن الأشعث، فيما يرى ابن أبي أصيبعة، وشروحهم للأصل تشهد بأنهم كانوا على إلمام دقيق بالتعبيرات الدارجة والمصطلحات المألوفة في اللغة التي ينقلون عنها، وإن بدا أن بعض المترجمين كانوا على عكس هذا يتوخون الترجمة الحرفية.
وأدى اختلاف التراكيب في اللغات وعدم تكافؤ الألفاظ فيها إلى غموض المعاني في الترجمة العربية أحياناً، لكن أكثر الترجمات التي جرى أصحابها على هذا النهج قام مترجمون ممتازون بإصلاحها أو إعادة ترجمتها.
وإذا كان ابن البطريق مثلاً قد تصدى للترجمة عن اليونانية وهو لا يجيدها بالرغم من تمكنه من اللاتينية؛ فإن حنين بن إسحاق نهض بإصلاح أو إعادة ترجمة ابن البطريق من مؤلفات جالينوس. بل كان حنين يعيد ترجمة ما سبق له أن نقله إلى العربية في صباه، وفعل في ترجمات اصطفان بن باسيل مثل ما فعل في ترجمات ابن البطريق، وقد مكنه من ذلك أن حنين كان يجيد ثلاث لغات غير العربية؛ الفارسية واليونانية والسريانية، وكان حنين بشهادة المؤرخين جيد الأسلوب واضح المعنى. وكان يستعمل المصطلحات العلمية بألفاظها الأجنبية – أباح ذلك مجمع اللغة (العربية) بالقاهرة في أيامنا الحاضرة – لكنه كان يتبعها بشرح معناها حتى يتحدد مدلول الكلمة في العربية. وكان حنين ومدرسته خير من يمثل الثقافة اليونانية وخير من قدمها إلى قراء العربية. وكان يساعده في كتاباته وترجماته ابنه إسحاق، وابن أخته حبيش بن الأعثم واسطفن بن بسيل، ويحيى بن هارون، وكان حنين يراجع أخطاءهم ويصححها.

Paper 4

1
.  1.  المحامي العام.            2.سيادة القانون.    3.القطاع الزراعي.      4.الحكومة المؤقتة.     5.التعايش السلمي.      6.Thermomete
7.Diplomatic documents   8.fiscal policy
9.Antiinflammatory food
10.Counsil for economic and development

2
1  .  The devastating earthquake that struck Turkey on Monday and was felt in Syria, Lebanon and Israel, is comparable in strength to the strongest earthquake that occurred in Turkey in 1939, according to records.
2.    Economists stressed on adopting political consensus to get out of the crisis.
3.   The Peopi's Assembly was able to reach an amicable solution to this problem.
4.   The consumer will not face any difficulties in storing all his purchases
5 .  I have a hot account in an Indian bank named "Indian Bank "

الجزء الثاني

2 قام المستأجر بفحص العقار المذكور قبل وكشرط مسبق لقبوله وتنفيذه ويكون مقتنعاً بحالته المادية ويكون حيازة المستأجر لها دليلاً قاطعاً على استلام المستأجر لها بحالة جيدة. الطلب والإصلاح، ما لم يتم تحديد خلاف ذلك في هذه الوثيقة ، ويوافق المستأجر على الاحتفاظ بالعقار المذكورة وملحقاتها في حالة نظيفة وصحية قليلاً وفي حالة جيدة ، وإرجاع المباني المذكورة إلى المؤجر عند إنهاء هذا عقد الإيجار ، سواء حدث هذا الإنهاء بانتهاء المدة الواردة في هذه الاتفاقية أو بأي طريقة أخرى ، في نفس حالة النظافة وخطوط الرؤية والإصلاح كما في تاريخ التنفيذ ، أو الخسارة بسبب الحريق أو غير ذلك الإصابات ، والبلى العادي و مستثناة المسيل للدموع.

3. The senior Democrat on the House Intelligence Committee, "Adam Sheff," said that the guard should launch "comprehensive investigations' to determine what happened and how to protect the US government in the world. In a statement issued at the end of a meeting he gathered with senior officials from the Umayyad Intelligence, although Russia, religion, other countries, groups and foreign supporters are desperately trying to burn the information dairy of our government institutions, our companies and some institutions such as the Democratic Party, those who had absolutely no influence on the results of the elections were not accused. Obama's successor Russia regarding the chance of information about the Demtramic Party, and the Arabs' information from Melary Clinton during the election campaign, other than the leaders of the Mukafaha who officially pointed the finger at the top of the hierarchy of power in Moscow, and Trump added, "There were attempts to force the Republican Party, but the war established strong defenses Against sent and study they failed"